مكان نشأة التنكس البقعي
وينشأ هذا المرض بسبب التغيرات التي تحدث في الجزء الأكثر تطورًا في شبكية العين ( البقعة)، والتي تتكون من ملايين الخلايا القضبانية، والمخروطية الحساسة للضوء.
وتقع البقعة في مركز الشبكية عند النقطة التي تتركز فيها معظم الأشعة الضوئية القادمة إلى العين. وتعتبر هذه البقعة مسؤولة عن الرؤية المركزية، والأنشطة المرئية المفصلة، مثل القراءة والكتابة، والقدرة على تمييز اللون.
وفي حالة التنكس البقعي، تتوقف الخلايا المستقبلة للضوء التي توجد في البقعة عن آداء وظيفتها، إما جزئيًا أو كليًا.
وعادةَ ما يصيب التنكس البقعي كلتا العينين، على الرغم من أنه يميل إلى أن يكون غير متماثل – مما يعني أنه يؤثر في إحدى العينين أكثر من العين الأخرى.
أنواع التنكس البقعي
يعتبر التنكس البقعي المرتبط بالسن هو النوع الأكثر شيوعًا من هذا المرض حتى الآن. وغالبًا ما يصيب التنكس البقعي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا. ويصبح المرض أكثر شيوعًا مع التقدم في السن. وفي ما يخص الحالات المرضية الأخرى مثل الوذمة البقعية فهي نادرة جدًا، وغالبًا ما تصيب الشباب.
التنكس البقعي المرتبط بالسن
يمكن تقسيم هذا المرض إلى نوعين رئيسيين:
1- “التنكس البقعي الجاف.
2- و”التنكس البقعي الرطب.
وأما النوع الأول فلا يمكن علاجه، ويتطور ببطء، وينجم عن فشل تدريجي للخلايا الحساسة التي تتحكم في الرؤية المركزية للبقعة. ولا تصحبه أعراض التشبع بالماء، أو النزيف في البقعة – ومن هنا وصف هذا النوع بأنه “جاف”.
التنكس البقعي في الشكل الجاف
في حالة التنكس البقعي في الشكل الجاف، تبدأ الخلايا الهامة الداعمة لشبكية العين في التعطل، ثم تموت – مما يؤدي إلى ظهور بقع من الضمور، وتتخللها كتل صباغية بمظهر مميز. وبسبب موت خلايا الظهارة الشبكية الصباغية في شبكية العين، يحدث فقدان للخلايا المستقبلة للضوء في هذه الشبكية ( القضبان والمخاريط )، ما يؤدي إلى حدوث انخفاض في الرؤية البقعية المركزية للعين.
التنكس البقعي في الشكل الرطب
يمكن أن يؤدي النوع الرطب من التنكس البقعي إلى تأثير أسرع بكثير في الرؤية، مما يتسبب في بعض الأحيان إلى فقدان حادً للرؤية المركزية في غضون أيام. وينجم هذا النوع عن نمو بعض الأوعية الدموية غير الطبيعية أثناء فترة ظهور العيوب المرتبطة بالسن في الطبقات العميقة من شبكية العين.
وتشكل هذه الأوعية الدموية غير الطبيعية غشاء يسمى (غشاء مشيمي حديث التوعّي”. ويمكن أن يحدث بعض التسريب من هذه الأوعية الدموية، ما يتسبب في حدوث التشبع بالمياه في البقعة، والذي يؤثر في الرؤية المركزية.
وبالإضافة إلى ذلك تتميز هذه الأوعية الدموية بأنها هشة ويمكن أن تنزف، ما يتسبب في ظهور الندبات. ويطلق أيضًا على النوع الرطب من التنكس البقعي اسم ( اعتلال بقعة الشبكية قرصي الشكل)، أو ( الغشاء المشيمي تحت الشبكية ). ويمكن في بعض الأحيان أن يتم علاج ذلك بالليزر الذي يدمر الأوعية الدموية بحجبها، أو إغلاقها.
ما الذي يسبب التنكس البقعي المرتبط بالسن؟
لم يتم التعرف إلى السبب الدقيق للتنكس البقعي المرتبط بالسن حتى الآن. ويعتقد أنه يوجد ارتباط بينه وبين الساعة الوراثية للخلايا البقعية المتخصصة. إذ تبدأ في العمل بشكل غير طبيعي، ثم تموت في النهاية. وعادة ما يحدث التنكس البقعي المرتبط بالسن في الشكل الجاف قبل الشكل الرطب، ويمكن أن يصاب المرء بالنوعين معًا في كثير من الأحيان.
وكثيرًا ما تحدث التغيرات المرتبطة بالعمر في البقعة بأعين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، كما أن هذه التغيرات تشيع في الأشخاص ذوي الرؤية الطبيعية. ولا تؤدي هذه التغيرات دائمًا إلى التغيرات التنكسية التي تضعف البصر. ومن أكثر الأعراض المرتبطة بالسن شيوعًا، والتي تحدث في البقعة هو ظهور بعض البقع البيضاء التي تميل إلى اللون الأصفر في شبكية العين، والتي تسمى (البراريق الشفافة). وتتكون تلك البقع بسبب تراكم مخلفات عملية الأيض التي تحدث في الطبقة العميقة من شبكية العين، والتي تسمى “غشاء بروك“. ما يؤدي إلى تلف خلايا الظهارة الشبكية الصباغية.
وتنقسم البراريق الشفافة وفقًا لمظهرها إلى نوعين:
1- براريق شفافة لينة: والتي تأخذ الشكل الدائري وتتسم بأنها أقل وضوحًا في المجموعة الأخرى.
2- وبراريق شفافة صلبة: تأخذ شكل الوميض. ولا تؤثر البراريق الشفافة وحدها في الوظائف البصرية ولكنها قد تنبه إلى احتمالية الإصابة بالمرض الجاف أو الرطب. وتزيد احتمالات الإصابة في حالة البراريق الشفافة اللينة أكثر من البراريق الشفافة الصلبة. ويتميز التشخيص المفصل لهذا المرض بالدقة، ولذلك فهو يتطلب إجراء الفحص.
علاج مرض التنكس البقعي
- لا يوجد في العادة أي علاج طبي للشكل الجاف ومع ذلك، إذا تم تشخيص المريض بأنه مصاب بمرض التنكس البقعي، فيجب عليه أن يقلع عن التدخين.
-
- ويجب على المريض أيضًا أن يفحص مستويات الكوليسترول في الدم فإذا كانت مرتفعة، ينبغي عليه أن يتخذ الخطوات اللازمة لخفضها.
- اقترح في الحالات المتقدمة من المرض تناول المريض المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامينات المضادة للأكسدة A، و C ، و E والزنك والتي يمكن أن تكون مفيدة في العلاج.
- وفي الآونة الأخيرة ظهرت بعض الأدلة الضعيفة التي تدعم العلاج بواسطة أشباه الكاروتينات التي تسمى لوتين، وزياكسانثين والتي تعتبر أيضًا من المواد المضادة للأكسدة. فمن المعروف أن اللوتين موجود بكميات كبيرة في أنسجة البقعة العينية الطبيعية. ويمكن الحصول عليه بسهولة من النظام الغذائي ويوجد بشكل خاص في الفلفل الأحمر، والفلفل الأخضر، والذرة الصفراء، والسبانخ والبيض.
- العلاج بـ ليزر الأرجون: في حالة الشكل الرطب من التنكس البقعي، يمكن أن يؤدي العلاج بـ “ليزر الأرجون” (العلاج الحراري ) في بعض الأحيان إلى تأخر تطور المرض، ولكنه لا يكون ملائمًا إلا في حوالي 10% من الحالات. وإذا كان غشاء الأوعية الدموية التي توجد تحت الشبكية ملامسًا أو موجودًا على مسافة قريبة جدًا من الجزء المركزي للبقعة والذي يسمى حفرة اللاشبكية فإن استخدام العلاج بـ ليزر الأرجون مع الغشاء قد يؤدي إلى تدمير الرؤية المركزية، وبالتالي لا تنتج عنه أي فوائد.
- أما إذا كان الغشاء بعيدًا عن حفرة الشبكية. فإنه يمكن استخدام علاج ليزر الأرجون. من أجل تدمير وإغلاق الأوعية الدموية التي توجد في الغشاء المؤذي. وفي هذه الحالات يعتبر العلاج ناجحًا في حوالي نصف المرضى. ولكن للأسف توجد فرصة بنسبة 50% من عودة الإصابة في 3 سنوات.
- وسائل المساعدة البصرية المختلفة للمرضى الذين يعانون من ضعف الرؤية الناجم عن التنكس.
- العلاج الضوئي الديناميكي المستخدم في العلاج، وهو مناسب لبعض الحالات.